نبذة عن نجم بن عطية وأولاده:
تتعدد الروايات حول نجم بن عطية، أحد أبناء الجد المؤسس لقبيلة الترابين، وتشير إلى تفاصيل مثيرة عن حياته وذريته.
الرواية الأولى:
وفقًا لهذه الرواية، كان لنجم ولدان:
1. الولد الأول:
قتل هذا الولد على يد رجل يُدعى أبو غالية، وهو من عشيرة النبعات وأحد أبناء نبعة، شقيق نجم، وبعد حادثة القتل، تم الصلح بين نجم وأبو غالية، حيث تزوج ولد القتيل من ابنة القاتل، غالية، بينما تزوجت زارعة، ابنة القاتل الأخرى، من فرد من أولاد نجم، أنجبت غالية عشيرة الغوالية، بينما أنجبت زارعة عشائر الصانع، الشبايبة، والدهيني. ولهذا يُطلق عليهم اسم “أولاد زارعة”.
2. الولد الثاني:
لم يُذكر اسمه في الرواية، ولكنه الجد المؤسس لعشائر الصوفي، أبو سنيمة، العوايشة، الدباريين، وغيرها. كما انضمت إليه عشائر أخرى مثل أبو عاذرة، أبو صوصين، النعيمات، والظوابحة.
هذه الرواية تتماشى مع التقسيم الحالي لعشائر الترابين.
الرواية الثانية:
تقدم الرواية الثانية سياقًا مختلفًا حول نجم، حيث تشير إلى أنه قدم إلى سيناء بصحبة رجل يُدعى الوحيدي، الذي يُقال إنه من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
استضافهما رجل مسن من بني واصل في سيناء، وكان له بنتان:
• الأولى: جعدة الشعر وقبيحة الوجه.
• الثانية: حسنة الشعر والوجه.
تزوج نجم البنت القبيحة، نظراً لشجاعته وبسالته رغم قبح مظهره، بينما تزوج الوحيدي البنت الجميلة.
• أبناء نجم: تميزوا بالشجاعة والبسالة رغم قبح المظهر.
• أبناء الوحيدي: تميزوا بالكياسة وحسن الصورة.
استقرت عشيرة الوحيدات مع الترابين في سيناء لفترة طويلة قبل أن ينتقلوا للعيش بالقرب من غزة. أما أولاد نجم، فقد استقروا في بئر السبع واستولوا على أراضيها بعد طرد عشائر الجبارات والتياها.
دمج الروايتين:
يُرجح أن الروايتين تعكسان وجهين لحقيقة واحدة، حيث يُمكن أن نجم قدم إلى سيناء قبل والده عطية، بصحبة الوحيدي، ثم لحقه والده وأخوته واستقروا جميعًا في سيناء.
مقام عطية بن عوف وأهميته:
من المؤكد أن عطية، الجد المؤسس لقبيلة الترابين، وأولاده الخمسة توفوا في سيناء. يُعتبر قبر عطية في سيناء من الأماكن المعروفة والمقدسة لدى الترابين، حيث يُجلونه ويُطلقون عليه لقب “مقام جدنا عطية عليه السلام”، تقديرًا له كونه رجل دين ومحدثًا وراويًا للأحاديث النبوية الشريفة. هذا الاحترام والتقدير يُظهر عمق ارتباط الترابين بجدهم المؤسس، الذي ترك إرثًا دينيًا واجتماعيًا قويًا أثر في تكوين القبيلة وتقاليدها.
تُظهر هذه الروايات تفاصيل دقيقة عن حياة نجم بن عطية وذريته، ما يبرز الأثر الكبير لهذه الشخصية في تشكيل تاريخ قبيلة الترابين وانتشارها، كما يعكس احترام الترابين لجدهم المؤسس عطية مدى التزامهم بإرثهم الديني والاجتماعي، مما ساهم في الحفاظ على هويتهم وتميزهم عبر الأجيال.