الفاتيكان يستخدم الكوفية الفلسطينية في مشهد الميلاد: تكريم لفلسطين وإثارة لانتقادات حادة

9 ديسمبر 2024

أثار مشهد الميلاد التقليدي في الفاتيكان هذا العام جدلًا واسعًا بعد استخدام الكوفية الفلسطينية كرمز في العرض، إلى جانب مجسمات مصنوعة من خشب الزيتون الفلسطيني، ونجمة بيت لحم التي تحمل عبارة “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة” باللغتين اللاتينية والعربية.

تكريم لفلسطين وأطفال غزة

افتتح البابا فرانسيس العرض يوم السبت الموافق السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2024، مؤكدًا دعوته لوقف الحروب، وخاصة في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا. وصرح البابا خلال الافتتاح: “كفى حروبًا وعنفًا في العالم! هل تعلمون أن أكثر الصناعات ربحًا هي صناعة الأسلحة؟ الربح من القتل. كفى حروب!”

تم تصميم العرض بعنوان “مشهد الميلاد في بيت لحم 2024” من قبل الفنانين الفلسطينيين جوني أندونيا وفاتن ناستاس ميتواسي بالتعاون مع حرفيين من بيت لحم وجمعيات مسيحية محلية. ويأتي تكريمًا للأطفال الفلسطينيين الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، وأشاد به العديد من المتضامنين مع القضية الفلسطينية، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور للمشهد مرفقة برسائل شكر للبابا فرانسيس على هذا التكريم.

انتقادات إسرائيلية حادة

في المقابل، واجه العرض انتقادات واسعة من شخصيات داعمة للاحتلال الإسرائيلي. وصفت الموسيقية مارال سالماسي المشهد بأنه “مقزز وعدواني ومعادٍ للسامية”.

أما إيلي دافيد، أحد المدافعين عن دولة الاحتلال، فقد هاجم البابا فرانسيس عبر منصة “إكس”، واصفًا إياه بـ“البابا المزيف”، وأضاف: “يسوع ولد وتربى ومات يهوديًا، وعاش في يهوذا. استخدام رموز فلسطينية هو تزوير وإعادة كتابة للتاريخ”.

رسالة السلام وسط العاصفة

رغم هذه الانتقادات، يستمر عرض “مشهد الميلاد في بيت لحم 2024” في ساحة الفاتيكان طوال فترة احتفالات عيد الميلاد وحتى مطلع العام الجديد. ويعكس هذا العرض رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني وتأكيدًا على ارتباط المسيح ببيت لحم، المدينة التي تمثل رمزًا عالميًا للسلام والمحبة.

يبقى هذا المشهد شاهدًا على التقاء الرمزية الفلسطينية مع الروح الإنسانية، في وقت يعاني فيه العالم من استمرار الحروب وتفاقم المعاناة الإنسانية.

المصدر الزريعي + وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل