المنطقة العازلة بين سوريا والكيان الصهيوني.. هل انتهت اتفاقية فك الارتباط لعام 1974؟

10 ديسمبر 2024

مع سيطرة المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، صعّد الكيان الصهيوني تحركاته في هضبة الجولان السوري المحتلة. وأعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهاء العمل باتفاقية فك الارتباط لعام 1974، متذرعًا بانسحاب الجيش السوري من المنطقة العازلة، وأمر بتعزيز قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية.

تصعيد صهيوني واستغلال الوضع السوري

بحسب تصريحات نتنياهو، فإن الكيان الصهيوني يعتبر انسحاب الجيش السوري من المنطقة العازلة انهيارًا لاتفاقية 1974. وبدعم من وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس، أعلنت حكومة الاحتلال إرسال قوات عسكرية للاستيلاء على المنطقة العازلة.

وقال كاتس: “لن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدود إسرائيل”، واصفًا التحركات بأنها “إجراء دفاعي مؤقت”. كما أعلن تدمير أسطول البحرية السورية بالكامل في عمليات استهدفت ميناء اللاذقية وميناء البيضاء، إضافة إلى منشآت عسكرية أخرى.

ما هي اتفاقية فك الارتباط لعام 1974؟

تم توقيع اتفاقية فك الارتباط بين سوريا والكيان الصهيوني في 31 أيار/مايو 1974 في جنيف، بحضور الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي (سابقًا). وجاءت الاتفاقية بعد حرب أكتوبر 1973، لتنص على إنشاء خطين فاصلين: خط سوري وخط صهيوني، مع منطقة عازلة بينهما تحت إشراف الأمم المتحدة.

الاتفاقية تضمنت انسحاب الكيان الصهيوني من المناطق التي احتلها عام 1973، مع تولي قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك (يوندوف) مهمة الإشراف على المنطقة العازلة، التي تبقى تحت السيادة السورية مع منع وجود القوات المسلحة السورية فيها.

المنطقة العازلة في الجولان

تمتد المنطقة العازلة بطول أكثر من 75 كيلومترًا، ويصل عرضها إلى 10 كيلومترات في بعض المناطق. تشمل تضاريسها الجغرافية الصعبة جبل الشيخ (حرمون)، الذي يعد أعلى نقطة مراقبة للأمم المتحدة على مستوى العالم. تضم المنطقة بلدات وقرى سورية، حيث يُفترض أن تتولى سوريا إدارتها المدنية وفق الاتفاقية، مع منع الجيش السوري من دخولها.

انتهاكات مستمرة وغياب الحلول

رغم مرور خمسة عقود على الاتفاقية، شهدت المنطقة العازلة انتهاكات متكررة، خصوصًا خلال الحرب السورية. وتُعد تحركات الاحتلال الصهيوني الأخيرة إعلانًا ضمنيًا بانتهاء الاتفاقية، واستغلالًا للوضع السوري لتعزيز سيطرته على الجولان المحتل.

الوضع السوري الداخلي

في الداخل السوري، أعلن قائد المعارضة المسلحة أحمد الشرع (المعروف بالجولاني) استمرار حكومة تصريف الأعمال برئاسة محمد غازي الجلالي في أداء مهامها إلى حين تسليم السلطة. وأكد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري، ما يعكس حالة الترقب في المرحلة الانتقالية للبلاد.

قراءة في المشهد

تحركات الاحتلال الصهيوني في الجولان تُعد خرقًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، في وقت تشهد فيه سوريا تحولًا سياسيًا غير مسبوق. استمرار الاحتلال في استغلال الفوضى لتحقيق مكاسب استراتيجية في الجولان، يُعمّق الأزمة ويطرح تساؤلات حول مصير المنطقة العازلة ومستقبل السيادة السورية عليها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


عاجل