خاص: هل كان رفض الأسد للصفقات الأمريكية والتركية سببًا في سقوط نظامه؟

9 ديسمبر 2024

مع سقوط نظام بشار الأسد وتولي المعارضة المسلحة السيطرة على سوريا، تكشف تقارير إعلامية عن محاولات دولية لتغيير مسار الأحداث قبل انهيار النظام. وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، رفض الأسد عروضًا قدمتها الولايات المتحدة وتركيا تضمنت شروطًا قد تكون غيرت مجرى التاريخ السوري الحديث.

بين الضغوط الأمريكية والحسابات الإيرانية

وفق ما نقله الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، رفض الأسد عرضًا أمريكيًا يقضي بوقف التعاون مع إيران، بما يشمل إنهاء الدعم اللوجستي لـ”حزب الله” عبر الأراضي السورية، مقابل رفع تدريجي للعقوبات الأمريكية عن دمشق.

القرار برفض هذا العرض يعكس رؤية الأسد لتحالفاته الإقليمية، حيث كان الدعم الإيراني ركيزة أساسية في بقائه على رأس السلطة خلال سنوات النزاع. ومع ذلك، تطرح هذه الواقعة تساؤلات حول ما إذا كان القبول بهذا العرض قد وفر فرصة لإنقاذ نظامه وتجنب النهاية التي آل إليها.

العلاقة مع تركيا: فرصة ضائعة أم خطوة غير واقعية؟

تزامن العرض الأمريكي مع مبادرة تركية أخرى، إذ ذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض على الأسد تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق مقابل احتواء المجموعات الكردية وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

رفض الأسد لهذا العرض يعكس موقفًا معقدًا، إذ كان يرى في تركيا داعمًا رئيسيًا للمعارضة المسلحة، وهو ما قد يكون جعله يشكك في نوايا أنقرة. لكن من زاوية أخرى، كان هذا الرفض بمثابة فرصة ضائعة لتخفيف الضغط العسكري والسياسي على نظامه.

الدور الروسي: دعم مشروط أم موقف محايد؟

على الرغم من تحالفها مع دمشق، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد قرر التنحي بعد مفاوضات مع المعارضة دون تدخل مباشر من موسكو في هذه المحادثات. هذا التصريح يثير تساؤلات حول حدود الدعم الروسي، خاصة إذا كان قد اقتصر على المساعدة العسكرية دون التدخل السياسي لإنقاذ الأسد من النهاية.

المعارضة المسلحة: بين السيطرة والانتقال السلمي

إعلان المعارضة المسلحة سيطرتها على البلاد في 8 ديسمبر الجاري، وما تبعه من تصريحات لرئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي حول الانتقال السلمي للسلطة، يشير إلى مرحلة جديدة في سوريا. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيتحقق هذا الانتقال بسلاسة أم أن البلاد ستشهد فصولًا جديدة من الصراع على السلطة؟

رفض الأسد للعروض الأمريكية والتركية يعكس إصراره على الحفاظ على تحالفاته الإقليمية وتوجهاته السياسية، حتى لو كان ذلك على حساب استمرارية نظامه. وبينما يرى البعض أن هذه القرارات أظهرت وفاءً لحلفائه، يرى آخرون أنها أغلقت أبوابًا كان من الممكن أن توفر له مخرجًا سياسيًا أكثر أمانًا.

في النهاية، يبدو أن حسابات الأسد الاستراتيجية جاءت على حساب واقعه الميداني، ما أدى إلى فقدانه السلطة، وترك سوريا في مواجهة تحديات جديدة قد تستمر لسنوات.

المصدر الزريعي
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل