خاص: هل نحن أمام اتفاق سلام أم مجرد هدنة قصيرة في غزة؟

12 ديسمبر 2024
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان

تطورات متسارعة على الساحة السياسية والأمنية تشير إلى أن اتفاقًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون قريبًا، وفقًا لتصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن أمام خطوة جدية نحو حل دائم، أم مجرد هدنة محدودة تمهد لمزيد من التعقيد؟

قراءة في التصريحات الأميركية

سوليفان، في تصريحاته الأخيرة، أظهر تفاؤلًا حذرًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح المحتجزين ووقفًا قصيرًا للأعمال القتالية، لكن هذا التفاؤل مرتبط بوجود إرادة سياسية لدى الطرفين، وهو شرط لطالما كان عائقًا في المفاوضات السابقة.

الأميركيون، من خلال سوليفان، يبدو أنهم يدركون هشاشة الموقف. زيارته المرتقبة إلى قطر ومصر، وهي الدول التي تلعب أدوارًا محورية في الوساطة، تشير إلى محاولات دبلوماسية مكثفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموقف الإنساني المتدهور في القطاع.

موقف الاحتلال: لعبة السياسة والوقت

من جهة الاحتلال، هناك إشارات إلى استعداد لعقد اتفاق، لكن هذه الإشارات لا تخلو من الغموض، تصريح سوليفان بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا ينتظر عودة دونالد ترامب لتولي الرئاسة قبل إبرام الاتفاق يثير التساؤلات حول مدى جدية الاحتلال في المفاوضات الحالية.

وبينما تحاول الإدارة الأميركية الدفع نحو اتفاق عاجل، يبدو أن الاحتلال يستثمر الوقت لتعزيز مكاسبه العسكرية والسياسية، اغتيال قيادات في حركة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، وتدمير البنية التحتية العسكرية للحركة، هو جزء من استراتيجية ترهيب ربما تهدف إلى إجبار الحركة على القبول بشروط مجحفة.

موقف حماس: ضغوط متعددة وحسابات معقدة

على الجانب الآخر، يبدو أن موقف حركة حماس التفاوضي قد تغير، وفقًا لسوليفان، خاصة بعد الاتفاق الذي أوقف المواجهة بين الاحتلال وحزب الله، هذه الإشارة إلى “تغير الموقف” ربما تعكس ضغطًا داخليًا وخارجيًا على الحركة، خاصة مع تراجع الدعم الخارجي المتوقع من محور المقاومة.

ومع ذلك، فإن تمسك الجانبين بمطالبهما الأساسية يجعل من الصعب تصور اتفاق يتجاوز وقفًا مؤقتًا للقتال.

التصريحات الدبلوماسية الغربية التي تتحدث عن “اتفاق محدود النطاق” تعزز هذه الفرضية.

ما بعد الهدنة: سيناريوهات متوقعة

إن كان هذا الاتفاق قريبًا كما تشير التصريحات، فإنه على الأرجح سيكون محدودًا في أثره، وقف إطلاق النار المؤقت لن يعالج الجذور العميقة للصراع، ولن يغير الواقع القاسي في غزة، حيث يعاني أبناء شعبنا من كارثة إنسانية هي الأسوأ في تاريخ القطاع.

الإدارة الأميركية تسابق الزمن لتحقيق مكسب دبلوماسي في المنطقة، خاصة مع اقتراب انتقال السلطة إلى ترامب. في المقابل، الاحتلال يواصل محاولاته لتفتيت المقاومة الفلسطينية وإضعافها. أما حماس، فتجد نفسها بين مطرقة الضغوط الخارجية وسندان التحديات الداخلية.

قراءة

أي حديث عن “اتفاق قريب” يجب أن يُقرأ بحذر، ما يظهر على السطح كخطوة نحو التهدئة قد يكون مجرد استراحة قصيرة في صراع طويل الأمد، وبينما تسعى الأطراف الدولية لإدارة الأزمة، يبقى أبناء شعبنا في غزة الضحية الأكبر، يدفعون الثمن يوميًا من دمائهم وحياتهم.

في النهاية، هل يمكن لهذا الاتفاق، إن تم، أن يفتح نافذة أمل نحو سلام حقيقي؟ أم أنه مجرد محطة أخرى في مسلسل العدوان المتكرر؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


عاجل