قبيلة الترابين تُعد من أكبر وأعرق القبائل العربية في جنوب فلسطين وسيناء، وتمتاز بتاريخها الطويل، عدد سكانها الكبير، وقوة نفوذها الجغرافي. انبثقت القبيلة من الحجاز قبل أن تنتقل إلى سيناء وبلاد السبع، حيث أصبحت رمزًا للقوة والشجاعة. سنتناول في هذا المقال عدد سكان قبيلة الترابين عبر التاريخ، توزيعهم الجغرافي، علاقتهم بالقبائل الأخرى، ودورهم في الحروب القبلية.
عدد سكان قبيلة الترابين عبر التاريخ
إحصائية السكان لعام 1946م:
حسب الإحصائية التي أعدتها السلطات البريطانية عام 1946، كان عدد سكان قبيلة الترابين 32380 نسمة، مما يجعلها أكبر قبائل السبع من حيث عدد السكان. بالمقارنة مع القبائل الأخرى في جنوب فلسطين:
1. قبيلة الترابين: 32380 نسمة.
2. قبيلة التياها: 25150 نسمة.
3. قبيلة العزازمة: 16370 نسمة.
4. قبيلة الجبارات: 7528 نسمة.
5. قبيلة الحناجرة: 7125 نسمة.
6. قبيلة السواركة: 7100 نسمة.
7. قبيلة الرميلات: 3400 نسمة.
يتضح من هذه الإحصائية أن الترابين كانت القبيلة الأكبر في ديرة السبع، مما يعكس مكانتها السكانية والسياسية. يُلاحظ أن الإحصاء قد يكون غير دقيق نظرًا لامتناع البعض عن تسجيل أبنائهم خوفًا من الضرائب أو التجنيد البريطاني.
عدد السكان في عام 2008م:
مع تحسن الظروف الصحية والتكاثر السريع، قُدر عدد سكان قبيلة الترابين عام 2008 بحوالي ربع مليون نسمة، ويشمل هذا العدد عشائر النجمات، الغوالية، القصار، والنبعات، ولكنه لا يشمل ترابين الطور وسيناء مثل الحسابلة، الشبينات، والصرايعة.
عدد سكان ترابين سيناء:
في عام 1945، كان عدد سكان ترابين خليج العقبة فقط حوالي 3000 نسمة. ومع ذلك، لم تتوفر إحصائيات حديثة دقيقة، لكن يُعتقد أن أعدادهم زادت بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
التوزيع الجغرافي لقبيلة الترابين
سيناء وبلاد السبع:
بدأت قبيلة الترابين كعشائر قليلة يقودها الجد المؤسس عطية بن عوف، الذي استطاع توحيد القبيلة وإدارة شؤونها. بعد استقرارهم في سيناء، انتقل قسم كبير من الترابين إلى بلاد السبع، حيث استولوا على أراضٍ خصبة وطردوا قبائل الجبارات والتياها والعزازمة من مناطقهم.
الانتشار في مصر والأردن:
• مصر: استقر بعض أفراد القبيلة في منطقة الطور والبساتين حول القاهرة.
• الأردن: توزع أفراد القبيلة في مناطق مختلفة بعد الهجرة، حيث استقر قسم كبير منهم في المنافي الأردنية.
دور الترابين في الحروب القبلية
معارك بلاد السبع:
كانت قبيلة الترابين القوة المحركة في جميع الحروب القبلية التي دارت في ديرة السبع، خاصة عشائر النجمات (نجمات وغوالية) ومعهم القصار والنبعات. لم تستعن القبيلة بأي قبيلة أخرى في حروبها، بل استطاعت مواجهة أكثر من قبيلة في وقت واحد، مما يدل على شجاعتهم وكثرتهم.
معركة قوز العز وتل الفارعة:
شارك أبناء الترابين من جميع الفروع في معركة حاسمة ضد قبيلة الجبارات في منطقة قوز العز وتل الفارعة وشرق نوران، حيث تمكنوا من طرد الجبارات نهائيًا من بلاد السبع.
الاستقلال عن القبائل الأخرى
أصل التسمية:
جاءت تسمية الترابين من كلمة “تربة”، وهي المنطقة التي نزحوا منها في الحجاز شرق الطائف. تطور المصطلح ليصبح “ترباني” ثم “ترابين”. يشمل المصطلح ذرية عطية بن عوف فقط، وهم: نجم، حسبل، مساعد، نبعة، وصريع.
عدم الارتباط بقبائل أخرى:
لا تربط قبيلة الترابين أي علاقة نسب أو صلة بقبائل أخرى مثل البقوم في عسير أو بني عطية في تبوك. قبيلة الترابين مستقلة تمامًا، وتاريخها يؤكد أنها لم تكن بحاجة للاستعانة بأي قبيلة أخرى في الحروب، مما يدل على قوتها ووحدتها.
الشجاعة والقوة
الترابين في الحروب:
تميز أبناء الترابين بشجاعتهم التي شهد لها الجميع. كانت القبيلة قادرة على مواجهة أكثر من خصم في وقت واحد، مما جعلها القوة المهيمنة في ديرة السبع وسيناء.
التكاثر السريع:
ساعدت الظروف الاجتماعية الحديثة، مثل تحسن الأحوال الصحية وزيادة نسبة الزواج، على تكاثر القبيلة بشكل ملحوظ. هذا الأمر ساهم في زيادة عدد سكان الترابين بشكل كبير بعد عام 1948.
قبيلة الترابين ليست مجرد تجمع عشائري، بل هي كيان عربي أصيل ذو تاريخ مشرف ومكانة بارزة. بتعداد سكانها الكبير، انتشارها الجغرافي، وشجاعتها في الحروب، تُعد القبيلة نموذجًا للقوة والكرامة العربية. يستمر أبناء الترابين في الحفاظ على تراثهم وهويتهم، رافضين أي محاولات لتشويه تاريخهم أو تقليل مكانتهم بين القبائل العربية.