مجزرة في أم درمان: مقتل أكثر من خمسة وستين مدنيًا بقصف عنيف وسط المدينة

10 ديسمبر 2024

في تصعيد خطير للصراع الدموي في السودان، شهدت مدينة أم درمان اليوم قصفًا مدفعيًا عنيفًا تبادلته القوات المسلحة السودانية مع “قوات الدعم السريع”، ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسة وستين مدنيًا وإصابة عشرات آخرين، وفق ما أفادت إدارة الإعلام بولاية الخرطوم.

وذكرت حكومة ولاية الخرطوم في بيان لها أن “قوات الدعم السريع” ارتكبت واحدة من أكبر المجازر بحق المدنيين في محلية كرري، حيث استهدفت القصف المدفعي المناطق السكنية والأسواق الشعبية، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

قذائف عشوائية وضحايا بالمئات

بحسب شهود عيان، فقد سقطت قذائف في سوق مكتظ بالسكان بإحدى ضواحي أم درمان، لتصيب حافلة ركاب كانت تقل عددًا من المدنيين، مما أدى إلى مقتل اثنين وعشرين شخصًا كانوا على متنها. كما أفادت مصادر محلية بأن القصف طال مناطق متفرقة من المدينة، مسفرًا عن مقتل سبعة وثلاثين شخصًا آخرين، من بينهم ستة أفراد من عائلة واحدة.

أزمة صحية خانقة

في ظل هذه المأساة، يعاني مستشفى النو، أحد المرافق الطبية القليلة التي لا تزال تعمل في المدينة، من ضغط هائل بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والكوادر الصحية. وأكدت مصادر طبية أن الطواقم العاملة تبذل جهودًا مضنية لإنقاذ حياة المصابين وسط ظروف إنسانية صعبة.

جذور الأزمة

يأتي هذا التصعيد في ظل الحرب المستعرة منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد خلّف هذا الصراع الدامي مئات القتلى والجرحى بين المدنيين، خصوصًا في العاصمة الخرطوم والمناطق المحيطة بها.

ورغم جهود الوساطة التي قادتها أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن المحادثات فشلت في التوصل إلى هدنة دائمة، مما يُبقي السودان في حالة من الفوضى والصراع المستمر.

الخلافات السياسية تتعمق

بدأت الأزمة بين البرهان ودقلو في أعقاب توقيع “الاتفاق الإطاري” في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي نصّ على خروج الجيش من المشهد السياسي وتسليم السلطة إلى المدنيين. إلا أن هذه الاتفاقية كشفت عن خلافات عميقة بين الطرفين، لتتحول إلى صراع مسلح دموي يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء.

الصراع في السودان يزداد تعقيدًا، وسط غياب حلول سياسية تُنهي هذه الحرب التي تمزق البلاد وتدفعها نحو مزيد من الانهيار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


عاجل