أعلنت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الاثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عدوانًا استهدف سفنًا عسكرية تابعة للجيش السوري، كانت راسية في ميناء اللاذقية شمال غربي سوريا.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن “سلاح الجو الإسرائيلي” قصف السفن الحربية التابعة للجيش السوري في إطار ما وصفته بـ”جهود تدمير البنية التحتية العسكرية للنظام السوري”.
عدوان واسع النطاق
في تطور خطير، أكد جيش الاحتلال أنه نفذ أكثر من 150 غارة جوية داخل الأراضي السورية خلال الساعات الماضية، بالإضافة إلى تنفيذ توغلات برية محدودة. ويأتي هذا العدوان في ظل تصريحات متكررة من قادة الاحتلال تهدف إلى فرض سيطرة عسكرية على المناطق الحدودية مع سوريا.
توسيع المنطقة العازلة
وفي وقت سابق، أصدر وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس تعليماته للجيش بالاستمرار في توسيع السيطرة على المنطقة العازلة بين الجولان السوري المحتل وسوريا. وشملت التعليمات إنشاء ما سماه “منطقة أمنية خالية من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنية التحتية للإرهاب”، بحسب ما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشار كاتس إلى أن هذه المنطقة ستشمل أجزاءً خارج المنطقة العازلة بهدف ما وصفه بـ”تحييد أي تهديد أمني محتمل”.
تهديد وتهجير
وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، تحذيرًا لسكان خمس قرى حدودية في جنوب سوريا، طالبًا منهم البقاء في منازلهم وعدم الخروج “لدواعٍ أمنية”. ويعكس هذا التحذير استمرار سياسة التهجير القسري التي يعتمدها الاحتلال لدفع سكان المنطقة إلى مغادرتها.
مشهد سياسي معقد
تأتي هذه التطورات في ظل انهيار النظام السوري السابق برئاسة بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على معظم المناطق السورية، بما فيها جنوب البلاد. وأعلن قائد الجماعات المسلحة في سوريا، أحمد الشرع (الجولاني)، أن الحكومة السورية مستمرة حاليًا في تصريف الأعمال بإشراف رئيس الوزراء محمد الجلالي، إلى حين تشكيل حكومة انتقالية جديدة.
وفي بيان صدر فجر يوم الأحد، أكد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري، مشيرًا إلى أنه سيبقى في منزله لدعم جهود استمرارية الدولة في تصريف شؤونها.
عدوان متواصل
يعكس هذا التصعيد الإسرائيلي محاولة واضحة لفرض واقع عسكري جديد في المنطقة، مستغلة حالة الفوضى السياسية في سوريا. وتستمر إسرائيل في تعزيز دفاعاتها على مرتفعات الجولان المحتلة، في خطوة تهدف إلى تكريس احتلالها وتوسيع نفوذها في الأراضي السورية.
العدوان الإسرائيلي على سوريا، سواء بالقصف أو بالتوغل، هو انتهاك صارخ للسيادة السورية والقانون الدولي، مما يزيد من معاناة الشعب السوري ويعمق الفوضى في المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة