دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، إلى التحلي بالصبر واليقظة فيما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.
عودة طوعية وآمنة
أكد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان رسمي أن “المفوضية تنصح بإبقاء التركيز على قضية العودة”، مشيرًا إلى أن التطورات الميدانية قد تتيح عمليات عودة طوعية وآمنة ودائمة، بشرط أن يتمكن اللاجئون من اتخاذ قرارات مستنيرة حول مستقبلهم.
وأشار غراندي إلى أن الوضع في سوريا لا يزال غير واضح، خاصة بعد مرور أقل من 48 ساعة على دخول قوات المعارضة المسلحة إلى دمشق، مؤكدًا أن الاحتياجات الإنسانية في البلاد ما زالت هائلة، حيث يعتمد 90% من السوريين على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
اللاجئون السوريون في تركيا
في تركيا، أعلنت الحكومة التركية عن استعدادها لدعم عودة اللاجئين السوريين، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعيد فتح أحد المعابر الحدودية المغلقة مع سوريا لتسهيل العودة. وتستضيف تركيا حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري وفقًا لبيانات المفوضية، وقد بدأ عدد من اللاجئين بالفعل بالتخطيط للعودة بعد إسقاط النظام.
تعليق طلبات اللجوء في أوروبا
في أوروبا، أثار سقوط النظام السوري جدلًا واسعًا حول مصير اللاجئين السوريين هناك. وأعلنت دول، من بينها ألمانيا، تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين مؤقتًا، حتى تتضح معالم الوضع في سوريا.
دعم الدول المضيفة
شدد غراندي على أهمية تقديم الدعم اللازم للدول المجاورة التي ما زالت تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، داعيًا المجتمع الدولي إلى توفير الموارد الضرورية لضمان التدخل السريع والفاعل في هذه المرحلة الحساسة.
تحديات العودة
رغم الآمال بعودة اللاجئين، حذرت المفوضية من التحديات الكبيرة التي تواجه هذا الملف، بما في ذلك الدمار الهائل في البنية التحتية السورية، ونقص الخدمات الأساسية، والاحتياجات الإنسانية المتزايدة، داعيةً الدول الداعمة إلى تكثيف جهودها لضمان عودة كريمة ومستدامة للاجئين.
“الصبر واليقظة” هما الرسالتان الرئيسيتان من الأمم المتحدة في هذه المرحلة الدقيقة، حيث يبقى مستقبل اللاجئين السوريين معلقًا بين تطلعات العودة وأوضاع ميدانية معقدة.
عذراً التعليقات مغلقة