واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدوانه على الأراضي السورية لليوم الثاني على التوالي، مستهدفًا مواقع ونقاطًا عسكرية في مناطق متفرقة من البلاد ضمن حملة واسعة النطاق تهدف إلى تدمير البنية العسكرية الاستراتيجية في سوريا.
تصعيد غير مسبوق
أفادت إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن مراسلها العسكري، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أكثر من 250 غارة جوية حتى الآن، استهدفت دبابات، طائرات، مروحيات، سفن، أنظمة دفاع جوي، مصانع عسكرية، ومنشآت أمنية، ووفقًا للتصريحات، فإن الهدف من هذه العملية هو تدمير كامل القدرات العسكرية الاستراتيجية في سوريا.
وقال المراسل العسكري: “إذا نجحت هذه العملية، فإن النظام الجديد للمتمردين سيُجبر على البدء من الصفر، بأسلحة بسيطة مثل البنادق الكلاشينكوف والأسلحة الفردية”.
أهداف العدوان
تركزت الغارات على عدد من المواقع الحساسة والاستراتيجية في أنحاء متفرقة من سوريا، أبرزها:
• ميناء اللاذقية على الساحل السوري.
• مقر إدارة الحرب الإلكترونية في منطقة البهدلية قرب السيدة زينب بدمشق.
• مطار المروحيات في منطقة عقربا بدمشق.
• مواقع في شنشار جنوب حمص.
• مطار القامشلي والفوج 54 في منطقة طرطب بريف الحسكة الشمالي.
• مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق ومصياف بريف حماة.
كما استهدفت الغارات بطاريات الدفاع الجوي وأسراب الطائرات الحربية والمطارات العسكرية، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام سورية.
تصريحات نتنياهو وتصعيد الاحتلال
في سياق متصل، أكد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ماضية في تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، مشددًا على أن “هضبة الجولان ستبقى جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل”، في إشارة إلى استمرار الاحتلال للجولان السوري ومحاولة فرض واقع جديد هناك.
وترافق هذا العدوان مع تعزيز الاحتلال لدفاعاته على مرتفعات الجولان السوري المحتل، في ظل سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد، وسيطرة المعارضة المسلحة على أجزاء كبيرة من البلاد.
المرحلة الانتقالية في سوريا
على الجانب السوري، أعلن قائد الجماعات المسلحة، أحمد الشرع (الجولاني)، أن الحكومة السورية ستواصل تصريف الأعمال بإشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إلى حين انتقال السلطة إلى القيادة الجديدة.
من جهته، أعرب الجلالي عن استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري لضمان انتقال سلس لمؤسسات الدولة.
يأتي العدوان الإسرائيلي في ظل انهيار النظام السوري السابق، في محاولة لتكريس الهيمنة العسكرية والسياسية على المنطقة، ورغم ادعاءات الاحتلال بأن هذه العمليات تهدف إلى حماية أمنه القومي، فإنها تسهم في تعميق معاناة الشعب السوري وتدمير ما تبقى من البنية التحتية للبلاد.
يُظهر هذا التصعيد حجم الأطماع الإسرائيلية في الأراضي السورية، لا سيما مع استمرار الاحتلال للجولان وتصعيد القصف على مناطق استراتيجية، مما يعكس رغبة الاحتلال في استغلال الفوضى الإقليمية لفرض واقع جديد يخدم أهدافه التوسعية.