العلم السوري الجديد: رحلة تاريخية من الانتداب الفرنسي إلى اعتماده اليوم

9 ديسمبر 2024

أثار رفع العلم السوري الجديد فوق مبنى السفارة السورية في موسكو وعلى المؤسسات الرسمية داخل سوريا تساؤلات حول رمزية هذا العلم وتاريخه الطويل الذي يمتد من حقبة الانتداب الفرنسي وحتى اليوم.

من الثورة العربية إلى الانتداب الفرنسي

كانت سوريا جزءًا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516 وحتى عام 1918، حين رفعت البلاد علم الثورة العربية الكبرى في مواجهة السيطرة العثمانية. ومع فرض الانتداب الفرنسي، بدأ البحث عن هوية جديدة تجسد تطلعات الشعب السوري.

وفي الأول من كانون الثاني/ يناير 1932، اعتمد ما عُرف بـ”علم الاستقلال” لأول مرة في دمشق، ليكون رمزًا للجمهورية السورية الأولى. ورغم وقوع البلاد تحت الانتداب الفرنسي آنذاك، حمل العلم رمزية وطنية قوية.

رمزية الألوان والنجوم

تكون العلم من ثلاثة ألوان أساسية:

• الأخضر: يرمز إلى الخلافة الراشدة.

• الأبيض: يمثل الدولة الأموية.

• الأسود: يرمز إلى الدولة العباسية.

أما النجوم الحمراء الثلاث، فقد كانت في الأصل ترمز إلى المناطق السورية الثلاث الكبرى: دمشق، حلب، ودير الزور.

تغير معاني النجوم

مع توسع الجغرافيا السورية وضم مناطق جديدة مثل جبل الدروز وسنجق اللاذقية عام 1936، تغيرت رمزية النجوم الثلاث لتشمل هذه المناطق أيضًا:

• النجمة الأولى: دمشق وحلب ودير الزور.

• النجمة الثانية: جبل الدروز.

• النجمة الثالثة: سنجق اللاذقية.

من الاستقلال إلى الوحدة

بعد إعلان الاستقلال السوري عام 1946، اعتمد العلم رسميًا وظل رمزًا للسيادة السورية. إلا أن هذا تغير عام 1958 مع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، حيث استبدل بـ”علم الوحدة”، تعبيرًا عن المشروع القومي العربي.

العودة إلى الواجهة

في عام 2011، ومع اندلاع الأزمة السورية، تبنى الائتلاف السوري المعارض “علم الاستقلال”، ليصبح رمزًا للمقاومة الشعبية ضد النظام السوري. كما اعتمدته الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.

وبعد سيطرة المعارضة المسلحة على معظم الأراضي السورية في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، عاد العلم إلى الواجهة، حيث تم رفعه رسميًا في جميع المؤسسات التابعة للمعارضة داخل سوريا وخارجها.

رمز للنضال والتغيير

يعكس العلم السوري الجديد تاريخًا حافلًا بالتحولات السياسية والنضالية، حيث أصبح رمزًا للحرية والانعتاق من الاستبداد، سواء في وجه الاحتلال أو الأنظمة القمعية. ومع اعتماده اليوم، يشكل هذا العلم نقطة تحول جديدة في تاريخ سوريا الحديث.

المصدر الزريعي + وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل